المرصد الكردي
بقلم حسن شيخو
29.01.2018


على  الساسة الكرد أن يفهموا جيداً أن ما يجري في عفرين كان متوقعاً منذ زمنٍ وكتبت ذلك في حينها في مناسبات عدة. وما يخشى منه هو أن تتوسع هذه المأساة في كافة  أنحاء  كردستان سوريا، وإن حدث ذلك وهو ما لا نتمناه، سيكون تحصيلاً حاصلاً بسبب السياسات الفاشلة والعقيمة التي اتبعتها الأحزاب والأطر الكردية خلال السنوات التي دخلت فيها سورية الحرب.
من جهة أخرى فإن هدف النظام الفاشي في تركيا بدون أدنى شك هو تغيير ديموغرافية مناطق عفرين الكردية والقضاء على آمال وتطلعات شعبنا في كردستان سوريا وتوطين العرب النازحين في تركيا فيها كما استوطن أردوغان نحو ثلاثة ملايين عربي سوري من خلال منحهم الجنسية التركية في جغرافيا كردستان تركيا.
 للأسف الشديد فإن سياسة التنظيمات الكردية في سوريا لا تشبه أي نوع من السياسات في العالم. فهي مفرغة من محتواها الوطني والقومي. سياسة تخدم الأحزاب ومصالح قياداتها والفئات المتنفذة فيها بعيداً عن مصالح الشعب العليا والقضية الكردية، فهم يمارسون سياسة تتجه نحو إنهاء وجود بعضهم البعض و ترتكز على العداء المطلق والتخوين والتشهير وانتهاك المقدسات القومية وفرض الأيدولوجيات بالإضافة إلى الزج في السجون ومنع النشاط التنظيمي والسياسي.
التنظيمات الكردية فشلت في التقارب فيما بينها على كثرة اللقاءات والمفاوضات خلال السنوات القليلة الماضية.
من ناحية أخرى تعمل حركة المجتمع الديمقراطية وأبرز أحزابها حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) منذ سيطرتها على المناطق الكردية في سوريا في صيف 2012 على تهميش أخوتهم الكرد ومنح الامتيازات لشخصيات وأحزاب من مكونات أخرى لم يكن لها ذكر فيما مضى. 
أما المجلس الوطني الكردي فقد ارتمى في أحضان الائتلاف الشوفيني الوجه الآخر للنظام والذي يعتاش على فتات ما يرميه نظام أردوغان له من مال سياسي مشروط بالتبعية المطلقة له ولأجنداته في المنطقة.
لم يبقي المجلس الكردي لنفسه خطاً للرجعة فقد قطع كل الخيوط والخطوط. لقد فجرت هذه التنظيمات ـ من جميع الأطراف ـ كل الجسور حتى أصبح كل طرف منها في  خندق غير خندقه الحقيقي وهذا دليل قاطع بأنهم مسلوبي الإرادة والقرار
ومصيرهم في أيدي الآخرين.
الهم الوحيد للأطراف السياسية الكردية الاستيلاء على مناطق النفوذ ومنابع الثروة والمعابر الحدودية وفرض الضرائب والرسوم غير الشرعية.
للأسف يبدو أنه تم استخدام بعض الأطراف الكردية من قبل الأعداء والدول العظمى كحصان طروادة وجنود تحت الطلب دون أية  اتفاقات مبنية على المصالح الاستراتيجية أو وثائق مكتوبة لتثبيت حق كل طرف منهم، فقط تم الاعتماد عليهم لمحاربة داعش على الأرض وبعد القضاء على داعش لم يعد هناك حاجة بهم وتم تسليمهم كهدية للأتراك للقضاء عليهم في مؤامرة دولية من قبل جميع الأطراف، بما فيه النظام السوري. 
كان من المفروض توجيه الدعوة إلى إخوانهم في بيشمركة روج آفا للوقوف إلى جانبهم لمحاربة العدو المشترك بدلاً من النظام الدكتاتوري ولدينا تجربة في كوباني فلولا دعم البيشمركة لما تحررت بتلك السهولة.
في هذا الإطار ندعو المجلس الكردي إلى اتخاذ موقف وطني وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من كرامتهم وشرفهم القومي. مهما  يكن الخلاف حاداً وكبيراُ فإن ذلك لا يبرر وقوفهم بجانب الأعداء والبقاء في إسطنبول.
على المجلس أن يخجل من مواقف المعارضة السورية لوقوفهم إلى جانب أردوغان   ضد وطنهم وشعبهم واخوانهم المدافعين عن عفرين.
نرى أنه على كافة شرائح المجتمع الكردستاني بجميع  أطيافه ومعتقداته وطبقاته في الداخل والخارج أن يعلنوا عن موقفهم في رفض هذه السياسات اللاواقعية والوقوف إلى جانب الحق  وقضاياهم المصيرية.
حسن شيخو
رئيس حركة الكردايتي في سوريا
29/ 1/ 2018

الإعلان