04.02.2018
بيان إلى الرأي العام
في الوقت الذي نحاول فيه استكمال تحرير ما تبقى من أرا ٍض سورية من بقايا الارهابيين الذين عاثوا بالارض
والشعب والتاريخ والحضارة إجراما، وفي الوقت الذي نسعى فيه إلى إنهاء الحرب العبثية والتوصل إلى أمن وسلام
لوطننا وشعبنا، يتواصل الهجوم والقصف الهمجي التركي على إقليم عفرين شمال غرب سوريا للاسبوع الثاني على
التوالي حيث بدأت تظهر النتائج الاولية للعملية العسكرية التي شنها النظام التركي على مدينة سورية “آمنة “
استقبلت خلال الحرب السورية الاف النازحين السوريين ، وكانت ملاذا آمنًا لهم من آلة الحرب الدموية، والتي عانى
منها الشعب السوري بمختلف مكوناته.
إن هذه المنطقة السورية بطابعها التاريخي الارامي ,السرياني, وكنائسها القديمة وأديرة رهبانها التي تعبق بروح
السلام عبر التاريخ ، هذه المدينة المسالمة بشعبها الطيب تقصف اليوم من قبل تركيا بذريعة حماية األمن القومي
التركي وإعادة اللاجئين السوريين من تركيا إلى أراضيهم ، وكلا الذريعتين واهيتين لا قيمة لهما من حيث الواقع والمنطق، فقد بدت الاطماع الاستعمارية التركية أكثر وضوحاً في اجتياح مناطق جديدة من سوريا بهدف السيطرة عليها و ذلك بعد احتلالها مدينتي جرابلس و الباب، ولاشك أن هذا يشكل امتدادا لعدائية تركيا تجاه الاقليات والقوميات التي أساءت لها و ارتكبت بحقها تاريخياً مذابح ومجازر أهمها مجازر سيفو التي ارتكبت بحق الشعب السرياني الكلداني الاشوري والشعب الارمني والبيزنطيين وغيرهم سنة ١٩١٥، والتي أصبحت عاراً على جبينتركيا وجبين الانسانية.
إن تركيا بقصفها اليومي منطقة عفرين تجدد تراثها وفاشيتها العثمانية عبر سلوكها الاجرامي، معتدية على
الاراضي السورية، منتهكة حقوق الشعب في حياة آمنة يسودها السلام و الاستقرار. وبالعودة إلى التاريخ القريب
خلال هذه الحرب الطاحنة لابد ان نستذكر ما يجمعنا نحن كسريان مع إخواننا الاكراد والعرب من وحدة المصير
والنضال فقد حاربنا معاً ضد قوى الارهاب و الظلام و في مختلف الجبهات، فمن معارك شنكال إلى معارك تحرير
قرى الخابور و إلى منبج وصولا إلى المعارك حامية الوطيس التي تّوجت بتحرير الرقة من أعتى تنظيم إرهابي
على وجه الارض، ولا شك أن قوات سوريا الديمقراطية التي حققت انتصارات عظيمة في قهر الارهاب ودحره قادرةً على تلقين المستعمر التركي درساً يدفعه إلى إعادة النظر والتفكير ألف مرة قبل الاقدام على أي خطوة عدائية تهدف إلى زعزعة الجهود الدولية الرامية ليحل السالم في سوريا والوصول إلى حل نهائي يرضي جميع الاطراف ويضع حدا لحرب السنوات السبع الدامية
. ً
إننا في المجلس العسكري السرياني MFS ندين و نشجب القصف والهجوم التركي على إقليم عفرين و نعتبره خرقا للسيادة السورية واألمن والسالم الدولي وتهديدا لكل ما من شأنه إحلال السلام وإنهاء الحرب في سوريا
كما إننا ً نؤكد وقوفنا صفًا واحداً مع رفاقنا في قوات سوريا الديمقراطية في مواجهة القصف والهجوم التركي الذي استباح
الارض و العرض مقترف أبشع الجرائم الانسانية
واليوم تتجدد ملحمة نضالنا المشترك على أرض عفرين جنبًا إلى جنب مع إخواننا، مجسدين وحدة أخّوة الشعوب
عبر إرسال مجموعات من مقاتلي المجلس العسكري السرياني الابطال لمحاربة الطاغية التركية وملحقاته الارهابية،
والاستمرار في الدفاع عن أرض الوطن سوريا والشعوب المظلومة و مشروعنا الديمقراطي الهادف إلى العدالة
والمساواة والعيش المشترك الحر لشعوب الوطن.
ختا ًما نناشد المجتمع الدولي كشعب سرياني مسيحي ونحثه على وقف الهجوم البربري التركي، ودعمنا بكافة
الوسائل والمستلزمات للمساهمة في بقائنا في أرضنا التاريخية بيث نهرين التي أعطت شعوب العالم ثقافة وحضارة
الشرق القديم .
المجد و الخلود لشهدائنا األبطال.
و النصر لعفرين الصامدة
04.02.2018
القيادة العامة للمجلس العسكري السرياني