بقلم الروائي علي كولو
13.02.2018
منذ أكثر من خمسة عشر عاماً جاء إلى قريتنا ضيوف من تركيا ونزلوا عند جيراننا ( اقارب ) تحدثوا عن قصة هذا مفاداها :
يوجد في منطقتهم ( منطقة ماردين ) رجل كوردي طاعن في السن ذو لحية طويلة متسخة جداً وعندما يسأله الناس عن سبب قذارة لحيته ؟ يشترط هذا الرجل على الناس أن يبصقوا على لحيته حتى يخبرهم القصة ، فيضطر الناس لذلك ويبدأ بسرد قصته ويقول : أثناء ثورة الشيخ سعيد بيران قام كمال أتاتورك بإستدعائنا وكان عددنا حوالي مائة شاب ، كلهم كورد ،وطلب منا حمل السلاح مع الشيخ سعيد ولكن شريطة أن نقوم بتشويه صورته ومقاتليه لدى الشعب الكوردي وذلك بسرقة بيوت الناس والأعتداء عليهم وكل ذلك مقابل صندوق ( تنكة) ذهب لكل واحد منا ، رضينا بالعرض وفعلنا المطلوب منا ، عندما عرف الشيخ سعيد بأن جنوده فعلوا ذلك فضل الموت والأعدام على هذا الأمر وسقطت مدننا ثانيةً بيد الترك .
بعد تنفيذ المهمة ذهبنا لاستلام المكافأة ، لكن اتاتورك غدر بنا وقال من يخون شعبه و وطنه سيخون بنا أيضاً وأمر بوضعنا في المجاري الصحية ( كاريس ) وبالفعل تم وضعنا في تلك القذارة ولم ينجو أحد سواي ، أنا الوحيد بقيت وليتني متُ معهم لذلك أبصقوا على لحيتي فأنا أستحق ذلك .
… أنتهى ..
لا أعلم مدى دقة القصة ولكن ما فائدة البصق على اللُحى إن ضاعت الأوطان ؟