المرصد الكردي
17.02.2018
17.02.2018
الوزير تيلرسون: أود أن أشكر وزير الخارجية جاويش أوغلو على ضيافته في خلال هذه الزيارة. وأود أيضاً أن أعرب عن تقديري للرئيس أردوغان على الوقت الطول الذي خصصه لي مساء أمس حتى نتمكن من إجراء مناقشة كاملة جداً لشواغل الجانبين، ولكن أيضاً للكثير من النقاش حول المستقبل وكيفية المضي قدماً من المرحلة التي نحن فيها اليوم. وأود أن أعيد التأكيد على العلاقة العميقة والهامة بين الولايات المتحدة وتركيا. ليس تحالفنا تحالف وقتي مريح وفيه مصلحة. صمد تحالفنا أمام امتحان الزمن وهو مبني على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
كانت تركيا من أوائل الدول التي انضمت إلى حلف شمال الأطلسي. وخدمت القوات التركية جنباً إلى جنب مع الأمريكيين في كوريا وأفغانستان والبوسنة وكوسوفو. لقد قدمنا الكثير من التضحيات المشتركة معاً. ونحن نقف جنباً إلى جنب مع تركيا ضد التهديدات الإرهابية. تركيا شريك حاسم في التحالف الدولي لهزيمة داعش. نحن ممتنون لأنّ تركيا سمحت للولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي الأخرى بوضع قوات في قاعدة إنجرليك، وتركيا هي محور الاستقرار الاستراتيجي عند مفترق طرق القارات الثلاث.
يتشاطر بلدانا الأهداف في سوريا، ألا وهي هزيمة داعش، وتحقيق مناطق آمنة ومستقرة، وسوريا المستقلة والموحدة، والمساعدة في رسم مستقبل ديمقراطي جديد لسوريا بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254. ويحدونا الأمل في أن تؤدي عملية جنيف إلى وضع دستور جديد للشعب السوري وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة. المستقبل الديمقراطي في سوريا أمر ضروري لمنع داعش من الظهور مجدداً ولوقف المعاناة التي ألحقها نظام الأسد بالشعب السوري. وتستحق الحكومة التركية والشعب التركي الامتنان والاعتراف بالضيافة غير المسبوقة التي أظهروها باستضافة أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري.
نحن نعترف بحق تركيا المشروع في تأمين حدودها. ونحن نأخذ الأمر بجدية عندما يقول حليفنا في حلف شمال الأطلسي إنّ لديه مخاوف أمنية. وفي ما يتعلق بعفرين، نناشد تركيا أن تبدي ضبط النفس في عملها لتقليل الخسائر البشرية بين صفوف المدنيين وتجنب الأعمال التي من شأنها أن تصعد التوترات في تلك المنطقة.
كنا شفافين مع تركيا منذ البداية في ما يتعلق بأهدافنا في سوريا. علاقتنا مع حليفنا في حلف شمال الأطلسي تركيا مستمرة واستراتيجية. وقد نقلت هذه الرسالة مرة أخرى إلى الرئيس أردوغان وإلى وزير الخارجية اليوم، تماماً كما العديد من المسؤولين الأمريكيين الآخرين. لقد كنا واضحين دائماً مع تركيا بشأن أنّ الأسلحة المقدمة لقوات سوريا الديمقراطية ستكون محدودة، وخاصة بالمهمة، وتقدم على أساس تدريجي لتحقيق الأهداف العسكرية فحسب.
لقد أيدنا منذ فترة طويلة وسنواصل دعم الديمقراطية التركية. إن احترام سيادة القانون، واستقلال القضاء، والصحافة المفتوحة هي مصدر قوة واستقرار. وتوسع تركيا نطاق شراكتنا المحتملة عندما تحافظ على التزامها بهذه المبادئ. نحن نؤيد حق حكومة تركيا في تقديم مرتكبي الانقلاب في العام 2016 إلى العدالة. ومن المهم معالجة هذه الحالات بطريقة شفافة وعادلة تحترم حقوق الإنسان والحريات الأساسية. وما زلنا نشعر بقلق بالغ إزاء احتجاز موظفين محليين في بعثتنا في تركيا وبعض الحالات ضد مواطنين أمريكيين ألقي القبض عليهم في ظل حالة الطوارئ. وسنواصل العمل مع نظرائنا الأتراك من أجل التوصل إلى حل مرض لهذه الحالات، وندعو تركيا إلى الإفراج عن القس أندرو برونسون والمواطنين الأمريكيين الآخرين الذين نعتقد أنهم محتجزون ظلماً. وفي ما يتعلق بسركان غولغي، سيكون الإفراج عنه من خلال عملية الطعون أمراً عادلاً ومناسباً برأينا.
وأود أن أكرر الشكر للرئيس أردوغان ووزير الخارجية جاويش أوغلو على إتاحة الفرصة لمناقشة هذه المسائل وغيرها من القضايا البالغة الأهمية وعلى التعاون الذي تمكنا من إظهاره والاحترام في خضم تحديد مسار المضي قدماً في هذه العلاقة. تقدر الولايات المتحدة حقاً صداقتنا الطويلة مع تركيا. نحن نقدر ذلك، ونتطلع إلى تعزيزها فيما نمضي قدماً. شكراً لكم.
السؤال: (عبر مترجم فوري) سؤالي لك هو إنك قلت من قبل إنّ هذه العلاقات ستسوء أو تتحسن. وقلت اليوم إنكم قد اتخذتم قراراً بتطبيع العلاقات. هل حصلت على الضمانات أو التأكيدات التي كنتم تتوقعونها؟
والجانب الآخر، في ما يتعلق بالخبر الذي ورد في وسائل الإعلام، أشير إلى أنه سيتم سحب القوات من منبج إلى الجزء الشرقي من الفرات، وهذا الاقتراح الذي تقدمتم به. هل قدمت فعلاً اقتراحاً مماثلاً بالفعل حتى تم سحب القوات الأمريكية من تلك المنطقة، وماذا يحل الجانب الأمريكي؟
السيد تيلرسون: في مناقشاتنا الليلة الماضية مع الرئيس أردوغان، قدمنا مقترحات بشأن كيفية معالجة جميع المسائل الحاسمة التي تعيق هذه العلاقة اليوم. وستتم معالجة هذه المسائل… وسيتم تناول بعضها في البيان المشترك الذي سنصدره بعد هذه المناقشة الصحفية. ولكن تطرق وزير الخارجية إلى عدد قليل من هذه المسائل، ونحن نريد أن نعمل على وجه التحديد على القضايا التي تقف بيننا.
ما اتفقنا عليه هو أنّ أهدافنا لسوريا متماثلة. لا فرق بين الأهداف التركية والأمريكية: هزيمة داعش، واستقرار البلاد، وخلق مناطق الاستقرار حتى يتمكن اللاجئون والمشردون داخلياً من العودة إلى ديارهم في نهاية المطاف، ودعم الحل السياسي لسوريا الذي سيؤدي إلى سوريا الديمقراطية المستقلة والكاملة، بدون أي ترسيم خاص يقسم سوريا، والشعب السوري يختار قيادته من خلال انتخابات حرة ونزيهة. نتشاطر جميعاً الهدف عينه.
ومن هذه النقطة فصاعداً، سنقوم بتنسيق جهودنا بشكل وثيق لتحقيق الهزيمة النهائية لداعش. لم نهزم ذلك التنظيم بشكل كامل بعد، ولكننا سنقوم بتنسيق جهودنا لتحقيق هزيمته النهائية وكذلك هزيمة الجماعات الإرهابية الأخرى التي تقع داخل سوريا. ونحن نريد تنسيق كيفية تحقيق الاستقرار في المناطق ومن سيشغل تلك المناطق. ويتمثل الهدف والقصد في إعادة هذه القرى والمدن إلى التركيبة الديمغرافية هناك قبل سيطرة داعش. إذن سنقوم بالتعامل مع منبج أولاً. إنها أحد أول المجالات التي سنعمل عليها. لقد تعهدت الولايات المتحدة بتركيا من قبل. لم نستكمل هذه الالتزامات. سنعالج المسألة من خلال مجموعة العمل وسيكون لمنبج الأولوية.
ولكنّ المسألة لا تقتصر على منبج. علينا أن نفكر في كل شمال سوريا، واتفقنا على مجالات معينة سنواصل العمل عليها معاً، ثم سنقوم بالتنسيق عن كثب لدعم عملية جنيف، ففي نهاية المطاف، هذا هو المسار نحو سوريا مستقرة وآمنة. و عندما نتمكن من تحقيق ذلك السلام النهائي، سيتحسن أمن تركيا وأمن حدودها.
السؤال: شكراً لك. معالي الوزير، يبدو أنه ما من تفاصيل كافية في هذا الإطار. هل توافقون على أنكم تتحدثون عما ستقومون به في المستقبل وليس على خطوات محددة تبدأ من اليوم؟ وهل تستطيع أن تفسر لماذا استغرق حليفان كل هذا الوقت للتوصل إلى اتفاق على ما يبدو أنه مبدأ أساسي جداً، ألا وهو ألا يتبادل حليفان النار في سوريا وألا يوجه حليف إلى الآخر “صفعة عثمانية”؟ هل أنتم واثقون من أنه سيتم تخفيف حدة هذه الخطابة في المستقبل وكيف انتهت المناقشة؟
الوزير تيلرسون: حسناً، فی ما یتعلق بكیفیة سنمضي قدماً وقد كان ذلك محور كل المناقشات ھنا، مع الاعتراف بموقفنا الحالي. وكما قال وزير الخارجية، نحن في أزمة في هذه العلاقة. يمكننا أن نعود ونعيد النظر في كيفية وصولنا إلى هنا، ولكننا لا نعتبر ذلك مفيداً. قررنا وقرر الرئيس أردوغان الليلة الماضية أننا بحاجة إلى الحديث عن كيفية المضي قدماً. العلاقة مهمة جداً وقيمة جداً بالنسبة إلى حلف شمال الأطلسي وحلفائنا فيه، وهي قيمة جداً بالنسبة إلى الشعب الأمريكي، وقيمة جداً للشعب التركي، لذا ينبغي ألا نفعل أي شيء سوى التركيز على كيفية المضي قدماً.
ومن الاجتماعات التي عقدت الليلة الماضية… خلد الكثير من موظفينا إلى النوم في ساعة متأخرة جداً ليذكروا كيف سنقوم بذلك، وسنشارك القليل من هذه المعلومات في البيان المشترك. سنحتفظ بالكثير من التفاصيل لأنه ما زال علينا القيام بالكثير من العمل وفرق العمل لدينا بحاجة إلى القيام بذلك العمل بطريقة مفتوحة وصريحة وصادقة جداً لنتمكن من تحديد مسار المضي قدماً معاً. وأعتقد أن هذه هي النقطة الهامة التي أريدك أن تأخذها من هذا، سنكف عن التحرك بمفردنا. لن تقوم الولايات المتحدة بشيء وتركيا بشيء آخر. سنعمل معاً بدءاً من هذه النقطة. سنتعاون ونحل القضايا التي تتسبب بصعوبات لنا وسنقوم بحلها وسنمضي قدماً في هزيمة داعش المستقبلية بتنسيق جهودنا لاستكمال هذه المعركة التي لم تكتمل بعد، وذلك للتخلص من الوجود الإرهابي الآخر داخل سوريا ولتحقيق الاستقرار في المناطق وضمان أن تكون بنية الاستقرار، سواء من قوات الأمن أو مجالس الحكم، ممثلة للوضع الذي كان قائماً في تلك المدن قبل أن يسيطر عليها داعش.
لدينا آليات جيدة بشأن كيفية تحقيق ذلك، ولكن ينبغي القيام بالكثير من العمل. ينبغي أن يستعد الناس للعمل. سنبدأ بسرعة كبيرة. وكما قال وزير الخارجية، سنجري الجولة الأولى من هذه المشاركات قبل منتصف آذار/مارس. نعلم أننا بحاجة إلى التحرك بإلحاح وسرعة لمعالجة هذا الأمر، لأن لدينا حالة خطيرة لا تزال داخل سوريا، ونحن بحاجة إلى معالجة ذلك معاً.
إذن سيتم نشر تلك التفاصيل فيما نسمح لهذه المجموعات بالاجتماع، ولكن من حيث الهدف، أظن أننا أوضحناه. وسيعمل فريق على وضع هذه الأهداف حيز التنفيذ ولقد عرضنا لكم القليل عن بعض الأولويات المبكرة التي سنحددها لمجموعات العمل هذه.
السؤال: (عبر مترجم فوري) غونكا سيناي من تي آر تي وورلد. لدي أسئلة للوزيرين. من حيث كسب ثقة الجمهور التركي، أعتقد أننا ذكرنا التوقعات على الجانب التركي، ولكنني أريد أن أطرح سؤالاً على السيد تيلرسون، وأذكره بشكل خاص بتخفيض الميزانية الذي اقترحه البنتاغون. ھل سیتم وقف مساعدة الأسلحة التي تقدمھا الولایات المتحدة إلى وحدات حمایة الشعب؟ ونشرت بعض الأخبار هذا الصباح عن عمل جنود أتراك مع جنود أمريكيين في منبج. وثالثاً، هل ستتخذون أي إجراءات بشأن قضية جماعة غولن؟
الوزير تيلرسون: في ما يتعلق بميزانية وزارة الدفاع للعام المقبل، لم يتم تضمين سوى أموال كافية في ميزانيتها لمواصلة هزيمة حملة داعش، ويتمثل ذلك في الاستمرار بتزويد قوات سوريا الديمقراطية في المقام الأول بالذخيرة، لأنّ هذه المعركة مستمرة. لا يتم توفير أي أسلحة أكثر مما نعتبره ضرورياً لاستكمال المعركة لهزيمة داعش.
كما قلت، سيتم إعطاء مسألة منبج الأولوية في جهدنا الجماعي المشترك، وهي إحدى المسائل التي يتعين علينا العمل معاً لحلها، كما أشار وزير الخارجية. منبج مدينة ذات أهمية استراتيجية كبيرة لناحية هزيمة داعش ولكن أيضاً احتواء التنظيم وضمان عدم ظهوره مجدداً. المدينة مهمة جغرافياً. ولهذا تركت الولايات المتحدة قوات في منبج لضمان أن تبقى هذه المدينة تحت سيطرة قواتنا المتحالفة ولا تقع في أيدي الآخرين. لذلك ينبغي أن نناقش كيفية المضي قدماً لضمان بقاء منبج تحت سيطرتنا نظراً لأهميتها الاستراتيجية.
واتفقنا… عقدنا الكثير من المحادثات الليلة الماضية مع الرئيس أردوغان بشأن المخاوف من عودة فتح الله غولن إلى الولايات المتحدة وكذلك منظمته، واتفقنا على أننا سوف نستمر في النظر في كل الأدلة التي يمكن توفيرها لنا. وسنواصل جهودنا الذاتية في تحقيقاتنا المستقلة للتأكد من أننا نعرف متى تجري أنشطة غير مشروعة في الولايات المتحدة، وما زلنا منفتحين وحريصين على تلقي أي معلومات وأدلة جديدة يمكن للحكومة التركية أن توفرها لنا أيضاً. لذلك يبقى التحقيق هذا مفتوحاً مع الولايات المتحدة.
السؤال: هل حذرتم تركيا من أنها يمكن أن تخضع لعقوبات بموجب تشريع كاتسا إذا قامت بشراء نظام إس-400؟
الوزير تيلرسون: لقد بحثنا تأثير قانون كاتسا الذي أقره الكونغرس في الصيف الماضي والذي يتناول شراء المعدات العسكرية الروسية. ناقشت ذلك الليلة الماضية مع الرئيس أردوغان وأجرينا مناقشات أخرى هذا الصباح. كانت هذه المسألة فعلاً في المجموعة الأولى من القضايا التي يشير إليها وزير الخارجية. علينا تأليف مجموعة من الخبراء والنظر في الظروف المحيطة بذلك، كما فعلنا مع الحكومات في مختلف أنحاء العالم وليس تركيا فحسب، فليس القصد من ذلك التشريع الإضرار بأصدقائنا وحلفائنا، بل هو موجه لروسيا بسبب تدخلها في انتخاباتنا. لذلك قمنا بتقديم المشورة للبلدان في مختلف أنحاء العالم حول تأثير التشريع على علاقاتهم والمشتريات التي قد تفكر بها من روسيا، وأعادت دول كثيرة النظر في الموضوع وقررت عدم المضي قدماً في تلك المناقشات.
كل حالة مختلفة. نريد التشاور مع تركيا وعلى الأقل ضمان فهمهم لخطر هذه الصفقة معينة. ليس لدينا كل التفاصيل حتى الآن، لذلك لا أستطيع أن أعطيكم أي استنتاج، ولكن سيتم تمحيص الأمر طبعاً وسنمتثل للقانون بشكل كامل. نقوم الآن بتنفيذ كاتسا وتطبيقه بالكامل في مختلف أنحاء العالم.