06.03.2018
#نص_البيان
بعد أكثر من 46 يوماً من العدوان التركي الغادر لشعبنا وأهلنا في الشمال السوري وتحديداً مدينة عفرين وريفها وبعد ازدياد وتيرة القصف الوحشي براً وجواً وسقوط عشرات الضحايا الأبرياء من المدنيين من أهالينا وفي ظل الحشود العسكرية الهائلة من آليات وقوات عسكرية مضافاً إليها الآلاف من مقاتلي فصائل درع الفرات من السوريين الذين تحركهم وتشرف عليهم المخابرات التركية
في خضم كل هذا التحشيد العسكري المتزايد والقصف العنيف من أسراب الطائرات الحربية التركية مترافقاً مع اتساع جبهات القتال في مدينة عفرين وريفها على مسافات مترامية الأطراف
أمام كل هذا الوضع الصعب جداً عسكرياً في ظل صمت مريب وغياب دولي كامل غير مبرر من كل دول العالم الحر الديمقراطي عما تفعله حكومة أردوغان التركية
اضطررنا نحن الفصائل الثورية العاملة ضمن قوات سوريا الديمقراطية تحت مظلة التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب إلى اتخاذ قرار لم نكن راغبين به ولا تصورنا يوماً أن نصل إليه بعد كل هذه التضحيات الجسيمة من مقاتلينا الشهداء والمصابين الذين قدمناهم في معاركنا ضد تنظيم داعش الإرهابي على مدى 3 سنوات متواصلة في أرجاء الجغرافية السورية في محافظات حلب والرقة ودير الزور والحسكة
نعم نحن نأسف أن نتخذ اليوم قراراً أليماً يعتصر قلوبنا أسى ولوعة بأن ننقل مقاتلينا من مناطق شرقي الفرات في أرياف محافظة دير الزور المرابطين في مواجهة الدواعش الإرهابيين ونرسلهم إلى جبهات عفرين في مواجهة العدوان التركي الآثم
ما كان قرارنا اليوم لنتخذه لولا تخاذل المجتمع الدولي في لجم العدوان التركي والضغط الحقيقي على حكومة أردوغان لإيقاف عبثه الجنوني داخل حدودنا السورية بحجة حماية أمن تركيا القومي
إننا نخاطب العالم أجمع وننبه كل حكومات العالم الحر
إن ما تفعله حكومة أردوغان التركية في شمال غرب سورية من عدوان بغيض أعاد الروح في جسد داعش الإرهابية في شرق سورية بعد أن كادت تلفظ أنفاسها التي أجهز عليها مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية الأشاوس الأبطال كما قامت المخابرات التركية بتوجيه تنظيم القاعدة الإرهابي المتمثل بجبهة النصرة في إدلب لكي تقوم جبهة النصرة الإرهابية بتصفية ما تبقى من فصائل الثورة السورية لكي تصبح محافظة إدلب وريف حلب الغربي مرتعاً ومستنقعاً لجبهة النصرة لكي يتم إعادة الروح الشيطانية للإرهاب في غرب سورية
كما سيحدث ذلك الأمر في شرق سورية على يد داعش الإرهابية أيها السادة في كل أرجاء العالم نحن قوات سوريا الديمقراطية الذي شهد لنا العالم بأسره فيما فعلناه وأنجزناه في 3 سنوات وكان ذلك مثار إعجاب ودهشة كيف استطاعت قوات سوريا الديمقراطية خلال 3 سنوات تحطيم أسطورة داعش الإجرامية, ذلك الأخطبوط المرعب وخصوصاً عندما أنهينا دولتهم المزعومة وعندما حررنا محافظة الرقة التي جعلوها عاصمة لهم ولكننا بعزمنا وتضحياتنا قضينا على أوهامهم وأضغاث أحلامهم
إننا اليوم نخاطب المجتمع الدولي ونقول له بإننا نجد أنفسنا بين خيارين أحلاهما مر
ولكن عدم تحرك المجتمع الدولي في وقف العدوان العسكري التركي على مدينة عفرين وشعبها المسالم دفعنا لقرار سحب مقاتلينا من شرق سوريا في مواجهة إرهاب داعش إلى غرب سوريا في مواجهة إرهاب تركيا لأن عفرين هي مطلع الشمس الحالمة بسورية حرة ديمقراطية عفرين رمز التعايش بين مختلف القوميات والطوائف من كل السوريين عفرين اليوم تشهد مذبحة بسبب شهوة التوسع التركي بحجج واهية لا يقبلها عقل سليم
فإننا اليوم اخترنا بعد 46 يوماً من العدوان التركي على عفرين الصمود أن نتوجه للدفاع عنها وبذل أرواحنا لحماية أهالينا من كل أطياف الشعب السوري بعد عجز المجتمع الدولي عن مد يد العون لنا وفي نهاية المطاف نخاطب السوريين الذين جندتهم المخابرات التركية في الحرب علينا ونقول لهم
نحن سوريون وغصن الزيتون رمز للسلام ورمز لنا وليس ذلك غصن الزيتون الذي يخوض حرباً عبثية , لذلك أيها السوريون المشاركون في عدوان غصن الزيتون سورية وطن لنا كلنا تعالوا لنوحد كلمتنا ونعمل معاً ، عار أن يقاتل السوري أخاه السوري من أجل أجندة أطماع دولة غاشمة مثل تركيا خزي وعار أن نرفع السلاح ضد بعضنا البعض لماذا تصبحون وقوداً لأتون الحرب التركية ضد شعبنا السوري …لماذا؟
لماذا يحدث ذلك بتوجيه من دولة ظل قادتها سبع سنوات يطلقون التصريحات الجوفاء … ويرسمون الخطوط الحمراء
أيها السوريون سيزول الباطل حتماً وتبقى سورية وسيبقى السوريون المخلصون الشرفاء لذلك مازلنا نمد يداً للسلام كما نحمل باليد الأخرى سلاحاً لندفع عن أنفسنا العدوان .
سورية للسوريين …هدفنا بناء وطن ودحر الإرهاب بكل أشكاله.
قوات سوريا الديمقراطية
الفصائل الثورية في إدلب وحلب:
جيش الثوار
لواء الشمال الديمقراطي
جبهة الأكراد
مجلس إدلب العسكري
عاشت مقاومة عفرين”.