بقلم صلاح حاج رشيد
28.03.2018
أنا الرمـــادي..
أعترف بأننا لا زلنا صغاراً في ملاعب السياسة , نتفاعل بعواطفنا مع الصوت و الصورة , نصفق , نرتبك و أحياناً نجهش بالبكاء , نجهل فنون التبارز و التنافس و تقاطع المصالح , نجلس متفرجين حين يشتد الوطيس و لا نشارك في صناعة الفرص و الألعاب .
أقر بأننا مشتتون , لا نجتمع حتى في المحن , لا تجمعنا مرجعية قومية و لا فكرية كما ليس لشعاراتنا و مصطلحاتنا و مزاوداتنا أي سقف حتى و لو سقف الأخلاق .
أعترف أن أغلب الفريق المتحكم بدفة التوجيه متحزبون مُتمَحوِرون لا يملكون من قرارهم شيئاً كما أن لمعظمهم أولياء أمر, لا يتوانون عن زرع الأرض حقداً , يبررون التعامل مع الأعداء لينتقموا ممن ينافسهم من الأشقاء , حتى و إن كانت القضية نفسها هي الضحية .
من جهتي لم أكره أحداً و لم أمجّد أحدا و لم أراهن على ما لا أملكه, لست متورطاً بتعامل مع أعداء قومي و لا مشاركاً بمغامرات تسببت بانتكاسات و لا بمؤامرات أنهت أحلام بسطاء , لا زلت أعتبر نفسي كردياً سورياً و كردستاني هي قريتي المحتلة من قبل العسكر التركي و زيتوني الحزين, لم أعِد الناس يوماً بكردستان كبرى بعيدة خلف الحدود , فلست أخاف – إذاً- من حساب أو عقاب.
ليس لي ولي أمر و نعمة , و لست قوياً بما يكفي لكنني لن أذوب في بوتقة التشاركية تحت مسمى ( الأمة الديمقراطية …) إذ لا زلت محروماً من لغتي … لا زلت في مرحلة إثبات الهوية , كما لن أعمل قروجياً لدى الوالي العسكري التركي و لن أرحب أبداً بالطربوش في قريتي و على أرضي * و ليقولوا عني مرة أخرى لست كردستاني , بلا موقف , فليقولوا عني مرة أخرى : أيها الرمــــادي .
ملاحظات:
*- الطربوش صفة أطلقها الخليجيون على الرئيس التركي .
*- أنا هنا مجازية و ليست أنا شخصية .