المرصد الكردي_
بقلم : حسن شيخو _
06.04.2018_

كان ذلك في العام 1987عندما أجريت عدة لقاءات مطولة مع سكرتير البارتي حينها الأستاذ الراحل كمال درويش وبعد حوارات مطولة ومناقشات حادة حول عدة قضايا مصيرية تهم مستقبل شعبنا في كردستان سوريا.
طالبته آنذاك بتكليف و تعيين مجموعة من الكوادر المثقفة والشابة للنشاط في المناطق الكردية لتوعية الجماهير  ونشر الفكر الكردايتي و تقوية تنظيم الحزبي وحلّ المشاكل الاجتماعية  بين الفلاحين وسد الفراغ السياسي في الساحة الكردية كما عرضت عليه أن أعمل طوعياً دون أي مقابل للقيام بهذا الواجب.
لكنه  رفض بصورة  قطعية هذه المبادرة واعتبرها عملاً تصعيدياً ضد الدولة..!

وقال نحن لسنا بحاجة إلى هكذا تنظيم  قوي وهذا العدد الكبير من القواعد والرفاق، نحن لسنا في حالة ثورة إنما ما يهمنا هو وجود نخبة مثقفة تعبر عن رأي الشارع الكردي في هذه المرحلة ولم نفكر بالثورة يوماً ما. لأن طبيعتنا الجغرافية غير مؤهلة لغير ذلك وأردف قائلاً إن طبيعة الصراع لا يتحمل أكثر مما هو عليه الآن.
كما طالبته بضرورة تحسين الوضع الإعلامي للحزب  وتعيين  مجموعة من أصحاب الاختصاص في هذا المجال من ذوي الخبرة الإعلامية من صحفيين وكتاب وشعراء..  لتحسين وإغناء جريدة  صوت الأكراد بالمقالات السياسية والثقافية والتاريخية والفكرية، تلك الجريدة التي كانت مؤلفة من صفحتين و غالباً ما كان معروفاً لدى قواعد الحزب المحتوى الذي ستتضمنه الجريدة قبل صدروها نظراً لتشابه المحتوى في كل مرة وتكراريته.
لكن تم رفض ذلك المقترح أيضاً بحجة أنه لا نملك المال الكافي  لدفع الرواتب وتكاليف الطبع.
فحاولت إقناعه بأن تصبح الجريدة مكسباً تجارياً مربحاً بالإضافة إلى دورها القومي والوطني والفكري والسياسي، لكن دون جدوى.
ثم عرضت عليه إيجاد حل مناسب وعملي لمسألة الأجانب الكرد المحرومين من الجنسية السورية منذ الإحصاء الاستثنائي 1962 ومعاناتهم اليومية وحرمانهم من جميع حقوقهم المدنية والعسكرية وحق  الانتفاع والتمليك والتعليم والعمل والتوظيف والسفر.
والتصويت والترشح والانتخاب.  وحتى حرمانهم من النوم في الفنادق حياة كانت أكثر من جحيم و لا يمكن وصفها بكلمات أو سطور.
طالبت كمال درويش بتشكيل هيئة للدفاع عنهم من الأجانب أنفسهم ونقوم بدور الإرشاد والتوجيه والدعم المادي والمعنوي وتأمين المحامين الأكفاء ونرفع قضيتهم إلى المحاكم في دمشق ومجلس الشعب وإذا تطلب الأمر إلى لجان حقوق الإنسان في أوروبا.
لكن الرجل ضحك وقال تريد أن تدخلنا السجون في آخر عمرنا..!، ورفض المقترح.
وناقشته حينها حول مسألة مستوطنات عرب الغمر في مناطقنا وكيفية مقاومتها والعمل من أجل إعادة الحق لأصحابها بأساليب وطرق متاحة وممكنة وإصدار قرار برفض الاستيطان و إعلان المظاهرات في كافة أرجاء كردستان سوريا، وتشكيل هيئة الدفاع عن حقوقهم من أصحاب الخبرة القانونية والحقوقية لفضح هذه الجريمة بحق الإنسانية.
فكان رده كالتالي:  “لا قوة لنا في مواجهة هذا الواقع علينا الرضى بالأمر الواقع إلى حين أن يفرج الله علينا”.
فضلاً عن كل ما سبق ناقشنا كثيراً من  المسائل السياسية والتنظيمية الأخرى دون أن نصل إلى نتيجة مرضية فكان هناك تباين واضح في وجهات النظر.
عندها تأكدت وأيقنت تماماً بأنه ليس هؤلاء من يمثلون شعبنا ويستطيعون نزع حقوقنا المهضومة و رفع الظلم عن كاهلنا وتحقيق طموحاتنا المشروعة، إنهم لشرذمة جبانة لا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية ويتاجرون بالقضية تحت شعارات قومية مزيفة دون أي خطوة عملية لتحقيقها. لذا قدمت استقالتي.
                 *    حسن شيخو
                       رئيس حركة الكردايتي في سوريا

الإعلان