بقلم حسن شيخو _
03.06.2018 _
الحركة التحررية الكوردية في غربي كوردستان تمر في هذه الأيام بأصعب مراحلها منذ ما يزيد عن ستين عاما، فهي أكثر تشتتا وضياعا وتمزقا وتخلفا، وعلاقاتها البينية في أسوء حالتها، يسودها العداء والتصفية وإلغاء الآخر واحتكار الساحة وفرض الايديولوجيات الحزبية دون أي احترام للرأي الآخر. وكان من شأن هذه السياسة التدميرية إنهاء الحياة السياسية ومبدأ الشراكة وضياع جزء عزيز وغال على قلوبنا ـ مدينة عفرين الحبيبة. كل ذلك بسبب غياب العقل السياسي والقيادة الحكيمة والرؤية الثاقبة لمستقبل الوطن وتبعية القرار السياسي لخارج الحدود وسياسة المحاور وعقلية التخوين دون تقديم أي دليل والتشهير العلني دون التفكير بالعواقب الوخيمة والتركيز على التناقضات ونقاط الاختلاف وتجاهل نقاط الاتفاق التي تخدم قضيتنا المركزية، بالإضافة إلى غياب الرؤية السياسية الواضحة والمشروع القومي الخاص بروجافاي كوردستان وضعف الشخصية لدى القيادات والجرأة في تحليل الواقع دون القفز على الحقائق والتغني بأمجاد الزعماء في الأجزاء الأخرى من كردستان على حساب قضايانا المصيرية وحقوق شعبنا المشروعة.
ولتغيير هذا الواقع المؤلم ونبذ المفاهيم البالية والعقلية المتحجرة والتفكير الستاليني والمرض النرجسي، لابد لنا كشرفاء ومخلصين ومثقفين واوفياء من أبناء روجآفا من رص الصفوف وعدم تضييع الوقت ثانية، لنشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والعمل معا من اجل الوطن ومصلحة المواطن على الرغم من الاختلاف في وجهات النظر، لنجعل من روج افا ساحتنا الحقيقة والنضال من أجل شعبها والتضحية بكل ما نملك لتأمين حقنا المشروع كأي جزء من أجزاء كردستان.
هنا أدعو ثانية كل المخلصين والمؤمنين بالنهج الكوردايتي وبالرأي الحر والقرار المستقل، وكل القوى والأحزاب والحركات الكردية والشخصيات الوطنية المستقلة للاتفاق حولنا لإقامة علاقات تحالفية وحتى الوحدة التنظيمية فيما بيننا، لأننا بحاجة إلى هذا التحالف وهذه الوحدة الآن أكثر من أي وقت مضى لإنهاء هذه المعاناة ولكي يكون لنا كلمة مسموعة ووزن سياسي وقوة قادرة على التغيير ورفع الظلم عن كاهل شعبنا من خلال السياسة السليمة والعقل المنفتح والوعي العالي والإحساس بالمسؤولية التاريخية ونشر فكر الكوردايتي وإنعاش الشعور القومي، فما المظالم والمجازر والمصائب والويلات التي جرت بحقنا منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا إلا لكوننا اكرادا وكردستانيين.
حسن شيخو
رئيس حركة الكردايتي في سوريا
04-06-2018