المرصد الكردي ــــــ
05.02.2021 ـــــــ
بقلم د . ابراهيم الشدادي ــــــ

لا باس من حقها ان ترقص بمنديلين ايضا . ولكن هل هذا الابتزاز الامريكي لصالح الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي ام ان الانكسة اعتادت ان تتبول في سرير اهلها مثل العجوز الخرفاء بلا اسف ! , دعونا من الاستعارة والإنشاء لنطرح على انفسنا اسئلة موضوعية . اذ , كيف يمكن للكورد في سوريا تطويع القرار الدولي لصالح مطالبها القومية المشروعة بموجب المواثيق والعهود الدولية ؟. ولكن هل يمتلك الكورد اوراق الضغط لمواجهة مناكفات القوى المحلية او الاقليمية او الدولية ؟ وفي حال وجودها هل الاداء السياسي الكردي ناضج لمستوى تؤهله لاستخدام تلك الاوراق في الاتجاه الصحيح ؟؟ وهل التشظي والشرذمة الأيديولوجية والفكرية الكردية له تاثير سلبي على مدى فعالية تلك الاوراق ؟؟ انطلاقا من التساؤل الاول اعتقد رحمة القدر منخت الكورد فرصة ذهبية من اجل اثبات ذاتهم وكيانهم المعنوي بمعنى اجبار الحاضنة الوطنية على الاعتراف بحقوقهم القومية بلا تأويل ولا مواربة ولا اللعب على المصطلحات , وكيانهم المادي بمعنى اجبار القوى السياسية في الحاضنة الوطنية على الاعتراف بالخصوصية الاجتماعية والاثنية داخل حدود الاستعمارية التي رسمها سايكس بيكو عنوة عن مختلف مكونات العرقية الجغرافية السورية بدون ان يحشروا العواطف الساذجة في الوجدان الكردي بغية رفع حدود التمايز بينهم وبين الحاضنة الوطنية , وكان بالإمكان ان يكون الكورد قوة بشرية متمايزة تتبىمصالحها وتطالب حقوقها , ولم تكن بالضرورة ان تضع بيضها في سلة المعارضة السورية , بيد ان الاخطاء القاتلة للحراك السياسي الكردي حالت دون تخقيق ذلك , وتكاد تكون المسؤولية مقسمة بالمناصفة بين منظومة المجتمع الديمقراطي والاحزاب الكردية خارج مظلتها .( وتشكل ما يسمى بالانكسة من بضعة احزاب فيما بعد ) , فالأولى انتهحت العنجهية والغرور في التعامل مع المستجدات ومنحت نفسها حق مصادرة المجتمع الكردي جملة وتفصيلا بينما الاخيرة بررت لنفسها الهروب من الواقع وإلهرولة صوب المعارضة السورية ذات الخطاب الخشبي والاستعلائي والعاطفي والمتمترسة بالدعم الإقليمي الارتزاقي بامتياز , مما افقد الكورد شخصيتهم الاعتبارية كقوى سياسية تدافع عن حقوق القومية لثاني اكبر مكون عرقي تحت سيطرة الدولة السورية , واليوم منظومة المجتمع الديمقراطي تدفع استحقاقات مراحل السابقة باثر رجعي مما يفقدها اوراقها تباعا وتحت ضغوطات الانكسة العجوز الخرفاء المتكئة على عصا الائتلاف السوري موزعة بولها على العتبات والاسرة الكردية بذريعة انا امكم الكبرى الحريصة على ارثكم القومي , وتتعهد وتتوعد بان لا تالوا جهدا حتى تنزع ارثنا القومجي العزيز من ايدي منظومة المجتمع الديمقراطي , وتضعها في ايدي الامينة للائتلاف السوري المعارص الذي ما برح يطمس اسماء مواليد الكورد في المناطق التي يسميها المحررة. ويخلع عليهم اسماء الجاهلية الكردية الاولى والراهنة ! وهذه الكوميديا الكردية السوداء تجعل من تطويع القرار الدولي لصالح الكورد امرا في غاية الصعوبة والتعقيد, وبهذا ننتقل الى التساؤل التالي بخفي حنين و ربطة العنق لزعيم الانكسة لا لدواعي شنق انفسنا اذا فشلنا مثل سيرة الفرسان النبلاء بل لخزم اوراق الضغط المتوافرة حاليا قد نعفي زعيم الانكسة من نذره المشؤوم. , والمؤسف ان الاوراق المغموسة بالدم الكردي التي انتزعها منظومة المجتمع الديمقراطي خلال مسيرتها لا يمكننا توصيفها بالكردية لعدة اعتبارات , اولا نظرا لتحالفاتها المتضاربة مع مختلف القوى ومخافة العبث بها او اعادة تصنيفها قد تثير حفيظة حلفاءها مما ينعكس الامر سلبا على وضع المنطقة عامة وليس على الكورد فحسب , وهنا ينتقل الكرة الى مرمى الطرف الاخر وهم (الانكسة ) فهل هذا الطرف يمتلك الارادة واستقلالية القرار كي يبدي المرونة حيال شروط الادارة الذاتية بغية الحفاظ على ما تبقى من حطام الحقوق القومية للكورد ام هذه المرة زعيم الانكسة سوف يشنق بربطة عنقه على يد حلفائه !اذن لا مرونة كردية – كردية تلوح في الافق وهذا الصرامة التي ينتهجها الانكسة ليس حرصا على المبادئ العليا انما ميكافيلية حمقاء في سبيل صبغ الارتزاق بالارستقراطية ! ولا ريب جملة هذه الآرهاصات تجعل الكورد إمة فاقدة للخصوصية ت الفكرية و بلا تصنيفات ايديولوجية في مواجهة القرار الدولي الذي لن يبدي استعداده لمنح الحقوق القومية المشروعة لهذا الشعب هبة وشهامة لامة داشرة في عراء الله لا يمثلها احد , حيث الظرف الاول (تف دم ) يتبرى من كرديته ويتوجس خيفة من سجلها الحافل بالانتهاكات التي يحصيها الانكسة منذ عقد من الزمن ! والطرف الاخر (الانكسه) يستقوي بدعم جماعات راديكالية متطرفة غير مرغوبة امريكيا اصلا , بينما الطرف الكردي الثالث يصارع على البقاء في بيئة متوحشة بالارتزاق وإلركل على مؤخرة المبادئ , وقد يحدث لهذه الفئة ما حدث لاتباع النبي لوط وهو الطرد والنفي بحجة انهم اناس يتطهرون ! فلا مكان للطاهرين حين تصبح الموبقات مآثرة اخلاقية ! وعليه الحال ننتقل الى التساؤل الثالث ولا بصيص أمل في ايجاد ورقة ضغط كردية كاملة الاركان والمقومات ولا جدوى من النبش في سجل النصالي الانكسة عن ما يشبه اوراق الضغط فهم حفنة بسطاء لا يملكون الا رواتبهم وربما شيء من الحوافز والعلاوات نظير تقاريرها واحترافيتها في تمثيل مشاهد النحيب والعويل وهذه الممارسات ليست اقحاما على السرد كما تبدو بل من صلب الاداء السياسي الكردي. المتمثل بمنظومة (الانكسة) التي تتعاطى السياسة بصورة طلاسمية غارقة في الغموض والتعتيم والتبني للمفاهيم السياسية التي تفوق قدراتها على شتى الصعد من مثل ( دولة المواطنة , اللامركزية الادارية , المشروع القومي الكردي ….الخ ) وتحاول عبثا التناسي والتعامي ان القوى العظمى التي تهلل طربا لضغوطاتها لا تعترف الا بالقوي المتين الذي يسيطر على الارض والعباد كيفما اتفق !!
فامريكا ليست شرطة قضائية لضبط المنتهكين لحقوق الانسان انما يهمها فقط من المسيطر ؟؟ وليس هذا ما نخشاه فخسب بل الخشية ان تبذل الانكسة قصارى جهدها في سبيل الاثبات لداعمه الامريكي بان حلفائه من المعارضة شديدة الاعتدال , ولا ينقصهم( اي الانكسة) سوى رفع الشعار ( المجد لأبو عمشة والموت للجنرال) وكل هذا في مجمله تدفع الكردي صوب التماهي بالحاضنة الوطنية كمواطن من الدرجة الثانية , ولا سيما في الوضع الراهن منظومة الانكسة تغلظ اليمين جل وقتها امام الشركاء والحلفاء للاثبات بأنهم سوريين اقحاح ابا عن جد .ومع ذلك لم يحظوا بفرصة التعبير عن خصوصيتهم العرقية في المناطق المحررة بزعمها وزعم حلفائها , ماذا لو تحررت سوريا كاملة حسب منطقهم ؟ اعتقد لا وجود للكردي في سوريا المحررة فيما لو استمر الاداء السياسي الكردي على هذا النحو , ولا استبعد ان يترحم الكورد على حقبة البعث , الامر الذي لا اتمناه بكل تاكيد , والانكى من كل ما ورد التساؤل الاخير بما يحمله من دلالات وافصاح عن مدى غباء السياسة الأيديولوجية كرديا ,و ما نلاحظه جليا هو مدى الفخر والشهوة المريضة للكردي في التباهي بالشردمة الأيديولوجية والتراشق المخزي بها كما لو ان القوى الدولية بنفس الغباء و الآرتجالية الكردية في تعاطي مع السياسة. ! ولفرط الحماقة والجهل السياسي نجد نشطاء الانكسة يتباهون بالضغوطات الامريكيه على منظومة المجتمع الديمقراطي , ولا ادري هل هم ينظرون للادارة الامريكية انها جمعية خيرية فيما لو قطعت دعمها عن جهة تمتلك كل مقومات السلطة والسيادة سوف تمنحها لشلة من التنابل قابعين في فنادق دولة غاصبة ومتوغلة بالدم الكردي ! ولهذه الدرجة لا تسعفهم الحكمة بان وجودهم مقرون بوجود منظومة المجتمع الديمقراطي على مستوى المعارضة السورية وامريكا وتركيا , وهل الادارة الامريكيه جاهلة بان هذه الفوضى المنظمة في شرق الفرات لن تفصي الى الاستقرار على هذا النحو الاعتباطي من تضارب الأيديولوجيات ؟ لدرجة لم يتفق الأطراف الكردية على مناهج الدراسية مثلا ! وللعلم هذه دلالة جدا سيئة بعرف القانون الدولي المتماهي مع المصالح والمطامع الدولية , كون اللغة اولى مقومات الشعوب .ولبس هذا فحسب بل فظاعة تعدد الولاءات المشتتة والمفضوحة ( بين هولير. و قنديل قوميا ثم دمشق و انقرا وطهران كدلالة على انعدام الثوابت الاخلاقية,ايضا , الامر الذي يثير حفيظة القوى العظمى كونها تفسر من قبلهم انها نزعة انتهازية من قبل فئات تمتطي معاناة شعوب آيلة على الاندثار ولا تشكل عقدة ديموغرافية اصلا داخل ثنايا الأنظمة السياسية السابقة, والتي تفي بكل مقومات المصالح والمطامع الامريكية. , ولا يسعني امام هذه العبثية النضالية سوى القول سبحان الذي خلق حتى ساسة الكورد بقدمين !