المرصد الكردي ـــــــ
05.02.2021 ــــــ
بقلم د.ابراهيم الشدادي ـــــــ

طيلة قرابة عقد من الزمن حيال قوات سوريا الديمقراطية ومنظومة المجتمع الديمقراظي عموما , و رفضها التام لمنح هذه القوى اية مظلة سياسية او التورط باتفاقات سياسية معها لم يكن جهدا يسيرا ولا حالة مرضية على الادارة الامريكية , لان هذا الامر من شانه إرباك واحراج الادارة الامريكيه في مسار توافقاتها السرية والمعلنة مع القوى المتصارعة على الاراضي السورية ( روسيا – تركيا- ايران – النظام السوري ) الا ان ذلك لم تلغي التوجس الامريكي بعد , وذلك من حالة الاصرار الثوري لدى تلك المنظومة ونزعتها النضالية على عسكرة المجتمع , وانتهاج ما يسمى بالكفاح المسلح كيفما اتفق لدرجة معاناة البشرية تحت ادارتها تكاد تكون اخر اهتمامات هذه المنظومة ,وطالما كانت ( اي قوات سوريا الديمقراطية وما تتبعه ) تراهن وتاخذها الغرور بانها سوف تتمكن من إجبار السياسة الامريكية للاعتراف بها تحت ضغط النزعة الثورية , وللعلم تاريخيا كل الحركات التحررية انتزعت ورقة الاعتراف من المجتمع الدولي ( حق تقرير المصير جنوب السودان , حالة السياسية اقليم كردستان , ……….الخ ) بالحسم الثوري , وبالمناسبة بعيدا عن عقلية التحامل والتشويه ( الانكسة) لعبت دورا شنيعا بحق الكورد في هذا الاتجاه , حينما تمترست بالشعار ( ممثل الشرعي الوحيد للشعب الكردي ونعمل بضمانات دولية ) والاصح توكلت بالعمل على تجريد الادارة الذاتية من اية دلالة او محتوى تشير الى الحقوق الكردية واعتبارها مجرد عصابة فوق القومية تعمل على انتهاك حقوق الكورد بناءا على الرغبة التركية والأمريكية معا , وربما الانصاف يحتم علينا الاعتراف بان الادارة الذاتية لها الكثير من العيوب غير المبررة , ولكن ليس بمستوى ما استغلها الانكسة , وهي( اي الانكسة) قد تعلم او لا تعلم ان تقوية شوكة الكرد في المنطقة قد تطيح بالمصالخ المشتركة بين تركيا والامريكان ولا سيما في ظل التحولات الفكرية التي رسخها اردوغان في نهج السياسي التركي والاعتماد على الخطاب الديني وتوظيف قوى الدينية الراديكالية الامر الذي يثير حفيظة الامريكان ! وكان ذلك لصالح الكورد بطبيعة الحال الامر الذي اجبر الاتراك التمسك بورقة الانكسة وتلميعها ! وينبغي ان نعترف ان( الانكسة) لعبت دورا تاريخيا في التوافق بين امريكا وتركيا ا ولما لا ؟ رفسة الحمار الأعرج قد تقضي على صاحبه ايصا وبلا شك المشهد اكثر تعقيدا وتشابكا ومفتوخا على كل الممكنات والمستحيلات , على سبيل الافتراض مسالة الانضواء الكردي تحت ايديولوجية العمال الكردستاتي او توافر مناخ سياسي يفضي الى تشكيل ثوابت اخلاقية وميثاق نضالي بين العمال الكردستاتي صاحب الامتياز لهذه المعمعة التي تدور رحاها على عظام الكورد وباقي الاحزاب الكردية المستنسخة من بعضها البعض , وبرغم احتماله الضعيف الا انه يقلق الادارة الامريكية لانها قد تزعزع المصالح الامريكية في سوريا والعراق معا, وللعلم ليست هنالك قوى دولية او ثورية بامكانها انتزاع تلك المصالخ ولكن القوى العظمى اعتادت ان تتخذ الامن والاستقرار ستارا لها للمضي في تحقيق مصالحها واطماعها , وما سعي الامريكي الحالي و المحاولة الحثيثة على صياغة نهج سياسي هجين بين منظومة المجتمع الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي الا محاولة بائسة في سبيل. تهدئة النزعة الثورية لدى الطرف الكردي المنضوي تحت مظلة العمال الكردستاتي , بغية الوصول الى صيغة مقبولة لنظام سياسي يلائم الفسيفساء السوري ويحقق الخد الادنى من الاستقرار الهش وغير المنصف ,الا الانكسة تراهن على العدالة الامريكية وربما لو تم الاشارة في هذا المقام الى الاحزاب الكردية خارج منصة المجلس الوطني الكردي قد يأخذها البعض بنوع من الاستخفاف , ولكن الواقع يفضح لنا بان تلك الاحزاب رغم افتقارها لمناخ الملائم للعمل الا انها ما زالت قوى سياسية تثير قلق (الانكسة ) وتثير حفيظة الامريكان خشية ان تشكل تلك القوى والاحزاب مرجعية سياسية تغير مسار المطالب الكردية خارج نطاق ما يفكر به سياسة الامريكية في مضمار توظيف( الانكسة) بالمرحلة الحالية التي تتطلب ان تكون القوى السياسية الكردية ناعمة وتتصف بالبلادة السياسية ويصنف الارتزاق الهزيل كانجاز ثوري وتسويقه للعامة بهده المواصفات , لذلك ارى التباهي المخزي من قبل ما يسمى( الانكسه) بقدراتها السياسية والنضالية التي فتحت امامها بوابة ليلة القدر على البيت الابيض ماهي الا عاصفة عاطفية مؤقتة , وسوف تنجلي بمجرد ما يتم الافصاح عن فحوى التفاهم (التركي – الامريكي ) ومنها الى التفاهم ( الامريكي الروسي ) كي يعم الخير والبركة على التفاهم بين المعارضة و النظام برعاية الجميع مجتمعة وإقصاء اي فرد يجاهر بكرديته او ينطق بكردستانيته , وحينها سوف يكتشف ساسة الكورد في المجلس الوطني ان البواب ايضا قد يكون برتبة سياسي وقد يتسائل احدهم ما المبرر على التحفظ الامريكي على حليفه العسكري الذي ضحى بارقام مهولة من اتباعه؟ بقناعتي الادارة الامريكية لا ترى ان المصالح المتاحة لها في تلك المنطقة بمستوى ان تتفرع لترويض منظومة ليست لديها سقف إيديولوجي محدد من جهة , واعتقد حتى تتبع شبكة العلاقات العنكبوتية لهذه المنطومة تكلف الامريكان الكتير من الجهود وتسبب لها الكتير من القلق ,مع قناعتي التامة انها تحت إلسيطرة الامريكية التامة استخباراتيا بما فيه كهوف قنديل وشعابه وما يهمنا في هذا السياق الاطراف الكردية مجتمعة تتصف بالكثير من الصبيانيه والمراهقة السياسية والجهل السياسي, ونزعة العبث بشتى التناقضات بعيدا عن الواقعية , كل ذلك سببت ما يقارب الياس والإحباط للادارة الامريكية ,خاصة بعد تدويل القضية الكردية بات امرا صعبا على سياسة الامريكية ترك الكورد في مهب الريح , ولو ان الادارة الامريكية السابقة في عهد ترامب قد فعلها بصورة جزئية برغم الغموض الذي يلف السياسة الامريكية حيال المطالب الكردية عامة , الا انها لا تتحمل المسؤولية الأخلاقية لوحدها لان جميع الاطراف الكردية لا تصرح بمطالبها ولا تمتلك خطاب سياسي او ثوري واضح اصلا انما تخضع للإملاءات الخارجية كي تنوب عنها, مما يصيح المشهد كم لو ان امراة عمياء تضع الحناء على خصلات امراة مجنونة ! اما الطرف الكردي الثوري (منظومة المجتمع الديمقراطي ) ذو الايدولوجية الفضفاضة لا يريد التخلص من عقدة اعتدادها بالنهج الثوري الذي يستمده من العنفوان والحماس الشعبي الكردي واستعداده الدائم على التضحية والمضي خلف اي طرف حتى الى حيثما رمى ابليس عياله واتباعه من اجل حقوقه القومية المشروعة وصيانة كرامته الانسانية .مما يصبح من العسير التمني ان هذه المنظومة قد تفصح الهامش امام الاحزاب الكردية خارج منصة الانكسة للعب دور سياسي فاعل يغير مسار الامور لصالح الكورد . برغم ان الامر لصالحها لذلك. المجلس الوطني الكردي اصبح يشعر بالاستعراش كما الديكة و يلمح مرارا ان منظومة المجتمع الديمقراطي باتت تلعب في الوقت بدل الضائع انما الاصح الكورد عامة باتوا في الوقت بدل الضائع , والادارة الأمريكية باتت تضغط باتجاه تسليم ملف المنطقة لجهات اخرى تضمن توظيف ساسة الكورد ولا سيما الحمائم منهم عمالا بالاجرة , وبذلك لا تثير حفيظة الاتراك من جهة وتتفرغ من اعباء التشتت الكردي غير واضح المطالب لا واقعيا ولا موضوعيا , وبهذا تكون الادارة الأمريكية حافظت على مصالحها وحلفائها بصورة اكثر توافقا وتتاغما مع مصالحها السابقة واللاحقة