المرصد الكردي ــــــــــــــــ

بقلم : د. ابراهيم الشدادي ــــــــــــــــ

البادي او المؤكد ان عامة الناس تقلد النخب في انماطها السلوكية سواء كانت النخب فاشلة او مثالية , مما تترك اثرا بالغا على طبيعة العلاقات الاجتماعية المجتمعية ومخرجاته في حياة المجتمعات , وبالتالي نحن ابناء الجيل المعتر. مثلا لم نكن على اطلاع ولا احتكاك مع النخبة لقلة الوسائل والادوات في مرحلة وعينا الاولى , حيث نخبتنا اقتصروا على الاباء والامهات والأجداد واغلبهم. كانوا لا يجيدون سوى لغتهم , ولكن كانوا مؤثرين تربويا وسلوكيا على كافة الصعد , و يرسموا لنا الخطوط العريضة للانتماء والحياة والأخلاق , وعلمونا ان فخرك انتماءك العرقي والحياة كفاح مستديم لا تحبط ولا تنكسر ولا تغالط اثبت نفسك بنفسك كادوا ان يقولوا مت واقفا, والاخلاق بعرفهم منظومة متكاملة اساسها الانتماء الاسرة ثم العشيرة تم العرق تم الى اخر المصفوفة كي يجعلك مسؤولا اخلاقيا عن الكردي في الاخير , وبالترغيب والترهيب والتلقين كنا نشعر اننا نمشي على خط رفيع يتوسط الجنة والجحيم , واية زلة قد تؤدي بنا الى الهاوية , واليوم يطل علينا ذو راس مربع كي يقول سبب تاخرنا وشتاتنا قلة الشعور بالانتماء ! وما هذا الا تبرير احمق للنخب التي فشلت اصلا في استثمار الفلسفات التربويه المسبقة , وما زالوا في نفس حالة التخبط مثل الذي يعاني من المس بالأرواح والشياطين , والانكىء شاءت الاقدار ان تتطور ادوات ووسائل التاثير لدى النخب , حيث الاعلام المرئي والمسموع والمقروء, وكي يزداد الطين بلة الحقوا الاعلام بمواقع التواصل الاجتماعي التي أوصلت البعض الى حد الانفصام والعزلة والهووس , ولناخذ عدة أمثلة كشاهد اثبات وليس اتتقاد , قناة( روداوو )الاكثر مشاهدة واحترافية وامكانيات من حيث التقنيات و زحمة الكوادر , وحين متابعتها بعين المهتم يوصلك الى لحظات تناجي نفسك بنفسك , وتقول لنفسك لا شك هذه كاميرا خفية او مزحة او خطا تقني او هفوة , والمفارقة كما يبدو القائمين عليها ليسوا مؤهلين أكاديميا وليس هذا فحسب بل اتوا من دور الأيتام نظرا لافتقارهم التربية الفطرية ايضا , اذ لا اجد تفسيرا ان يأتي هذه القناة باشخاص اساؤوا للكورد ومحاورتهم باسلوب ركيك لصالحه وتبرئته امام المتابع او يتخذ دور الحياد في قضية تمس الامة وبعمق وابعاد كثيرة ! و ان تاتي مهرجا وتجعله نبيا !ما المبرر لهذا ؟ لا ادري ! ولو امتلكوا رسالة اعلامية فلا باس ان تاتي حتى بعفاريت الزرق, ولكن دور الاعلامي الالتفاف عليه وفضحه امام المتابعين باسلوب مهني غير جارح , وتاتي بعدها قناة( روناهي) الاكثر امكانيات من سابقتها , وباختصار كما يبدو.خطابها الاعلامي (ادخل مجنونا تحدث من خارج العقل والمنطق والواقع واخرج نبيا او مخترعا او محدثا ممجدا مع شهادة و صك اختراع) حتى نشرتها الإخبارية لا تلتزم بخريطة العالم , والتحق بهم قناة (اراك) بنفس الاسلوب ولكن كما المختل عقليا في حفلة عرس يريد ان يقلد المغني ويقلد الدبكة , مما تفتقر لعنصر الجذب و الابهار لمنافسة سابقاتها , واعتقد السيطرة على الموقف جدا بسيط , وخاصة في برامجها او استعاناتها الفكرية الضيف مكرر ومدروس مسبقا بما سيقول , فما المبرر ان لا يضعوا هذا الضيف الجهبذ في غرفة مغلقة وتحفيظه العبارات التي سوف يلقيها كي لا يخرج للمتابع , وهو لا يميز بين اللغة العربية والكردية عدا رعبه الشديد من الكاميرات ؟! وتتراكم هذه الهفوات لتعلن فضيحتتا المجلجلة على مواقع التواصل , بيد ان رحمة القدر بالكردي اغلب نخبتنا الاشاوس على هذه المواقع صفحاتهم غير موثقة بالعلامة الزرقاء ولهذا الامر ايضا دلالات جدلية وسلوكية كثيرة , ولكن من محاسنها لا نعاني من التفاوت الطبقي بعد , وقد يصل هووس بالبعض ويعلن نفسه شهيدا حيا من اجل قضيته ! , وهنا لا اقصد فئة المراهقين واليافعين انما اقصد الذي يرى نفسه نخبويا مثقفا , ويلقي يتعاليمه الكونفوشيوسية ويثنيه بانتقاداته اللاذعة بلا مبالاة, وهو بنفسه. يكون حشر كل خصوصياته داخل هذه الصفحة. مثل اي مراهق , ولا تخلو من هفوات مخزية ايضا ,احدهم من فرط التهكم والسخرية ببدائية سلوك الانسان الكردي وعدم اهليته للعيش الاوربي ومحاربته لحقوق المراة نكاد نتوهم رؤية صورة الكردي وهو يقبض بجذع فحولته و يضطهد النساء في زريبة صفحته ! علما المجتمع الكردي اكثر المجتمعات الشرقية احتراما للمراة ! وكي يفضح الله عقله الاسفنجي ووعيه المائع كتب ذات مرة على صفحته كي يظهر خفة دمه وثقافته التحررية , فيقول الحسناء التركية في نقاش عابر ; نحن الاتراك نرى( اتاتورك) آلهة ! قلت لها ; الاهكم صغير جدا . غادرتني محرجة غاضبة تبا او لعنة على السياسة ! لا ادري ما وجه السياسة في الموضوع ولكن تأملوا حجم الغباء لهذا الفطحل ؟ ولم يميز ان تلك الفتاة تستحق الاحترام والتبجيل وهو يستحق الصفع بحذائها ! لأنها ( اي الفتاة التركية ) وصلت اوربا بملىء كرامتها , ودولتها التركية هي الثاني الاقوى في حلف الناتو. , وما زالت تدافع عن دولتها بكل حماس وانتماء وتبصق في وجه مثقفنا الكوزموبوليتي المتورم ! ولم تقل اردوغان يجلس في قصر بالف غرفة وإثاثها من الذهب كما نخبتنا التي تحسد ثروة البرزانيين المعجونة بدماء اهله واخوته , بينما المثقف الفطحل ينسى او يتناسى انه ترك ثلاث ارباع اهله ولا اقصد شعبه ! تحت رحمة الفقر والجوع والخطر والتهجير, و وصل فوق بالونة واصبع عزرائيل في مؤخرته , وحال وصوله اقتصر مهامه واهتماماته على اثبات اقدمية هجرته من اقرانه, وتمجيد القيم و القوانين الاوربية كما لو انها من شرائع جده ! وينهال نقدا واستخفافا واستهزاءا بسلوك امته وثقافته والتسويق المبطن للتبرىء من رموز انتمائه ! ماذا نتوقع ان يكون هيئة الفرد المتاثر بثقافة هذا النموذج النخبوي ؟! انا اتوقع ابليس فاشل غادر حاضنته فأخذه التيه والضياع الى حيث رمى ابليس عياله , وبالمناسبة الغاية من ذكر الامثلة ليست الحصر لكثرتهم انما فقط للاستشهاد بان النخب الكردية بشتى صنوفها ووسائلها وأدواتها تعيد مرة اخرى العامة الكردية إلى الجحيم.

الإعلان