المرصد الكردي ــــــــــــــــ

بقلم : فياض إسماعيل ــــــــــــــــ

مفهومٌ “هلامي” أي يتّسع، ويضيق على وفق أهدافٍ مُعيّنة، وللقوة الخارجيّة أثرٌ جسيمٌ في تحكُّمه، وما زال تعيين جغرافيّته أمرٌ في بالغ الصعوبة .
تعود بداية استعماله من قبل الأمريكي: “الفرد ماهان”. الذي كان ينوي الوصول إلى المناطق التي تقع ما بين الهند، وشبه الجزيرة العربيّة، والخليج العربي.

وبإنتهاء “الحرب العالميّة الثانيّة في عام ١٩٤٥م”
تم إعادة النظر في خارطته لتشمل المنطقة الواقعة بين قبرص، وتركيا من الشمال.
إيران من الجنوب.
مصر من الغرب.
اليمن، والخليج العربي من الشرق، مع الدول التي تم ذكرها، وقد قسّموا جغرافية”الشرق الأوسط” إلى ثلاث تسميات، وهي: (الأدنى-الأوسط-الأقصى)
١- الأدنى: المناطق التي تقع على طول محاذاة البحر الأبيض المتوسط.
٢- الأوسط: من الخليج العربي إلى جنوب شرق أسيا.
٣- الاقصى: المناطق الواقعة في شرق أسيا.
وكل ذلك الاجتهاد رغبةٌ إلى منطقةٍ خاليّة من اسلحة الدمار الشامل أي: منطقة نزع السلاح، وتفكيك الدول الإسلاميّة، وإضعافها.

وعقب “حرب الخليج الثانيّة في عام ١٩٩١م ” أضافه “الأمريكان-الإسرائيل”
عدة أمور إضافيّة ألا، وهي مسألة المياه، وتسليح المليشيات بهدف تقويض النظام الإقليمي العربي، وفي هذا الصدد ألّف ” بنيامين نتياهو” كتاباً بهذا الخصوص ، وسماه “مكان تحت الشمس” مفاده إلغاء مفهوم الوحدة العربية،
وتحويلها إلى الطوائف ، والقوميات، وتخليهم عن الهويّة العربيّة، وثوابت، ووحدة المصير ……….
وبالتالي إلى إفشال شعارهم الذي يسمى”من المحيط إلى الخليج “، وإنهاء المقاطعة العربية لإسرائيل، وتطبيع العلاقات على مختلف الأصعدة.
وهذا يحتذى به ” الأمريكان” في قضاياهم المركزيّة لأنّ” إسرائيل” تريد تفكيك المقاومة، وحل المنظمات الفلسطينيّة المناهضة
مع تكريس هيمنتهم على المنطقة، والسيطرة على منابع البترول.

وفي أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١م .قامت امريكا بإعادة صياغة خارطة “الشرق الأوسط” استبدلتها ب “الشرق الأوسط الكبير” وأخذت بتوسيعها حسب تصوّر افكارهم في التاثيرات العملية أي: “البراغماتية “.
حيث أنّ هذه المنطقة تُهدد مصالح الأمن القومي الأمريكي تحت اسم منطقة عدم الاستقرار التي تعتبرها ساحةً لانتشار اسلحة الدمار الشامل في العالم ومركز تجمع الأصولية الدينية.

وكانت “حرب العراق في عام ٢٠٠٣ م “
بداية التعميم لهذا المشروع في المنطقة، وذلك بحجة امتلاك “العراق” اسحلة الدمار الشامل .
ومن ثم نشر قيم الديمقراطية الغربية كونها الانموذج الذي يحتذى به مما يؤدي إلى ضرب القيم الثقافية العربية، وانغماسهم الى الحضارة الغربية .

ولنجاح هذه الخارطة كان لابد من تغيّر في بنية المجتمعات، وشعوبها ، وذلك بعلاج أساليب الحكم، وتحرير المرأة، وانتشار الفقر، والتفاقم الاقتصادي، والبطالة، والفساد الإداري، ودعم مؤسسات المجتمع المدني، ذلك عبر شيوع الديمقراطيّة، وانشاء مراكز لتدريب العاملين في المنظمات غير الحكومية، وتمويلها للتأثير في حكومات بلادهم، ومن ثم إرسال الصحفيين، والكتّاب إلى المنطقة لرصد الوقائع .