المرصد الكردي ___
بقلم :صالح بوزان (دادلي) ___
16.11.2022 ____
إن ما جرى ويجري في المناطق الكردية المحتلة في سوريا منذ ٢٠١٨ من قبل الاحتلال التركي والفصائل السورية الإرهابية المحسوبة على الإئتلاف السوري المعارض المرتهن لقرارات الاحتلال التركي ، من عملية تهجير قسري لسكان الكرد من بيوتهم وأرضهم واستقطابها لعرب وتركمان من المناطق السورية الأخرى ، ولا سيما منطقة عفرين التي كانت تتجاوز نسبة الكرد فيها ٩٨٪ ، بينما الآن لا يتجاوز عدد الكرد فيها ٣٥٪ والذين بقوا وتشبثوا بأرضهم يعيشون ظروفًا حياتية قاسية جداً ، ماقد يجبرهم الى ترك منازلهم وأراضيهم مرغمين نتيجة الانتهاكات اليومية الممنهجة بحقهم من قبل الفصائل المسلحة المؤتمرة من قبل الاحتلال التركي ، سعياً منهم إلى تغيير ديمغرافية المناطق الكردية وفي سياق سياسة التواطؤ مع النظام السوري .
بينما ما نلاحظه في إقليم كردستان العراق
هنا تجري عملية تغيير ديمغرافي ممنهج ومخطط مدروس وعلى نارٍ هادئ دون أي شوشرة!!!!
والغريب في الأمر لم يتطرق أحد من المثقفين الكرد أو الإعلاميين او السياسيين لما يجري في الإقليم من عملية تغيير ديمغرافي والتي هي أخطر بكثير مما نتصوره ، فهو أخطر مما يجري من التغيير في عفرين والمناطق الكردية الأخرى المحتلة في سوريا.
فأغلب المجمعات السكنية التي أنشأت في إقليم كردستان ٨٠٪ من مالكيها مواطنين عرب ومن الطبقة الميسورة من مناطق الوسط العراقي وجنوبه ، ناهيك عن الأسواق والمطاعم والفنادق والتي يديرها عرب السوريين والعراقيين ودول عربية أخرى .
فخلال أعوام قليلة قادمة سيصبح الشعب الكردي في إقليم كردستان أقلية إلى جانب العرب والذين لهم كامل الصلاحيات بالاستملاك.
بينما نحن أكراد السوريين المقيمين في الإقليم ليس هناك أي صلاحية بالاستملاك سوى سيارة خاصة دون عامة .
وكما هناك آلاف من أبناءنا وبناتنا حرموا من مقاعد الدراسة نتيجة عدم وجود وثائق تابعة لوزارة التربية السورية .
لذلك يبدو أن عملية التغيير التي تجري في الإقليم لم تأتي عن صدفة او فراغ ، لابد أن هناك جهات معينة تعادي الإقليم والشعب الكردي وقضيته تقف خلف هذا المخطط الخطير.
لذا يتطلب من الساسة الكرد والمثقفين والإعلاميين التنبه والحذر لما يجري في الإقليم من تغيير ديمغرافي ذاتي خطير وتسليط الضوء عليه للحد من هذه السياسة الخبيثة والممنهجة من قبل أعداء الكورد .
